ساعاتك التي تمر...؟!!
أهتم القران والسنة المطهرة بالوقت والتنبيه لقيمة الزمن. فقد أقسم الله عز وجل بالزمن وبأجزاء منه والله عز وجل إذا أقسم بشئ فإنما هو للتنبيه إلى أهميته والتعظيم لشأنه فقال: (والعصر – والضحى – والليل إذا سجى – والفجر وليال عشر).
والوقت عبارة عن ساعات تمر من حياتنا.. تمر ولا ترجع أبداً... فهي كقطار عابر لا ينتظر أحداً فإن لم تركبه فاتك..
والحقيقة مع أن الليالي والأيام تذهب وتمضي إلا أنه يبقى أثرها وتلحقه تبعتها...
فالعاقل هو الذي يختار لنفسه ما يعود عليه من وقته فإنه عائد لا محالة قال تعالى: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف ُُيرى). لهذا يقال للسعداء في الجنة: (كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية). ويقال للأشقياء المعذبين في النار: (ذلك بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون).
والمتأمل في كتاب الله سيجد تلك الصرخات التي تفيض بالحسرة من أهل التسويف والغفلة والتفريط الذين ضيعوا أعمارهم في اللهو وحياتهم في الشهوات. فمن قائل: (ياليتني قدمت لحياتي). وقائل (ياحسرتى على مافرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين). وآخر يصيح: ( رب ارجعون لعلي اعمل صالحاً فيما تركت). (ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين). وهناك تنقطع الأمنيات ( ياليتنا نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل ). ولكن يأتيهم الجواب الصارم والحجة البالغة التي تقرع آذانهم فتزيد من يأسهم وحسرتهم (أولم نعمركم مايتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير – فذوقوا فما للظالمين من نصير). أي ألم نعطكم فرصة وفسحة من العمر كانت كافية لأن تتذكروا وتعودوا إلى الله وتعملوا الصالحات فهذا جزاؤكم وقد فات الأوان. قال قتادة رحمه الله تعالى:"أعلموا أن طول العمر حجة ونعوذ بالله أن نعير بطول العمر".
والآن فتش عن ساعاتك وأنظر كيف تمر.. فهي عمرك وأغلى لحظات حياتك... فاستثمرها.. لتفرح بها بإذن الله في وقت أنت بأمس الحاجة لكل دقيقة فيه.... فدونك فرص كبيرة وكثيرة في يومك وليلتك.. في أسبوعك وآخر أسبوعك.. في عطلاتك وإجازتك، حين يتضاعف وقت الفراغ، فتحتاج إلى مزيد من التخطيط والتنظيم وانتهاز الفرص، مستعيناً بالله ومتوكلاً عليه.